
في تطورات مهمة على الحدود المصرية الفلسطينية، أرسلت القاهرة نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار جهود مصرية لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة.
تأتي هذه التحركات العسكرية في سياق تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تمددت عمليات الجيش الإسرائيلي لتشمل مدينة رفح بجنوب غزة، مما دفع أغلب سكان القطاع للتوجه نحوها بحثًا عن ملاذ آمن، مما أثار مخاوف مصر من احتمال إجبار الفلسطينيين على الخروج بشكل جماعي من قطاع غزة.
تزامنًا مع ذلك، قامت مصر بإنشاء جدار حدودي خرساني وتعزيز المراقبة في المنطقة، إضافة إلى إقامة حواجز رملية بهدف منع التهريب وتأمين الحدود، في خطوة تهدف إلى التصدي لتهريب الأسلحة والمخدرات.
وفي خطوة تثير الجدل، قامت إسرائيل بقصف رفح يوم الجمعة، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإصدار تعليمات بالاستعداد لإجلاء النازحين.
تأتي هذه التطورات في سياق من التوترات الدائمة بين مصر وإسرائيل، حيث تعبر مصر عن استيائها من محاولات إسرائيلية للسيطرة على الممر الحدودي بين غزة ومصر، معتبرة ذلك خطوة تهدف إلى فرض سيطرة إسرائيلية على المنطقة.
من جانبها، تنفي إسرائيل ما تردد عن حجب أو منع دخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة التزامها بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
في الوقت نفسه، تشعر مصر بالقلق من تسلل حركة حماس واستضافتها لعدد كبير من اللاجئين في سيناء، مما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتحذير من أن النزوح قد يحول سيناء إلى قاعدة لهجمات ضد إسرائيل.
مع ذلك، تتجه مصر نحو البحث عن حلول سلمية وتسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، في حين تصف التقارير التي تتحدث عن تهريب الأسلحة بأنها “أكاذيب” تستهدف تغطية رغبة إسرائيل في احتلال المنطقة الحدودية العازلة.
وبذلك، تبقى الأوضاع على حدود غزة متقلبة، مع استمرار الجهود المصرية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما يستمر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في صوره المختلفة وسط توترات إقليمية تزداد تعقيدًا.