تواجه غزة كارثة إنسانية حقيقية، حيث حذرّت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن حياة 300 ألف شخص على الأقل في شمال ووسط القطاع باتت مهددة بسبب نقص الغذاء.
يأتي هذا التحذير بعد 5 أشهر من هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي أدى إلى فرض حصار إسرائيلي خانق على غزة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
ووصف جورجيوس بتروبولوس، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، الوضع في شمال ووسط القطاع بأنه “كارثي”، مؤكداً أن المنطقة تحولت إلى “أرض مقفرة يعمها الجوع واليأس”.
وأشار لازاريني إلى أن “منع وصول المساعدات الإنسانية يمنع إنقاذ حياة المدنيين”، مضيفاً أن “مع الإرادة السياسية اللازمة، يمكن عكس هذا الأمر بسهولة”.
لكن إسرائيل تصر على أن حماس تتحمل مسؤولية نقص الغذاء في غزة، مدعية أنها تقوم بتحويل المساعدات لفائدتها لإطالة أمد الصراع.
وبينما تتقاذف الأطراف المسؤولية، يزداد الوضع سوءًا في غزة، حيث يعيش أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة في ظروف مأساوية.
وتعاني غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، كما أن البنية التحتية للقطاع قد تضررت بشكل كبير بسبب الحصار والحرب.
وتناشد الأمم المتحدة المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين في غزة، مؤكدة أن “المسؤولية الأخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي لإنقاذ حياة 300 ألف شخص على شفا المجاعة”.
وعلى الرغم من النداءات المتكررة، إلا أن المجتمع الدولي لم يتحرك بشكل كافٍ لإنهاء معاناة سكان غزة.
وفي ظل صمت دولي مخيف، يزداد خطر وقوع كارثة إنسانية في غزة، حيث يواجه 300 ألف شخص خطر الموت جوعًا.
وهنا تكمن مسؤولية كل فرد في الضغط على حكوماته للتحرك لإنقاذ حياة المدنيين في غزة.
يمكن للضغط الشعبي أن يلعب دورًا هامًا في دفع المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه غزة، وإنهاء الحصار الظالم الذي يهدد حياة 2.4 مليون شخص.