شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً بأكثر من دولارين عند التسوية، مسجلةً أدنى مستوياتها منذ منتصف يونيو الماضي. وقد انخفض سعر خام برنت بمقدار 2.48 دولار، أي بنسبة 2.9%، ليصل إلى 82.63 دولار للبرميل. كما شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي هبوطاً قدره 2.69 دولار، أي بنسبة 3.3%، مغلقةً عند مستوى 80.13 دولار للبرميل، وفقاً لوكالة الأنباء العمانية.
أسباب تراجع أسعار النفط
يمكن ربط هذا الانخفاض بعدة عوامل، من بينها ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي. فقد شهد مؤشر الدولار ارتفاعاً بعد صدور بيانات أقوى من المتوقع عن سوق العمل والتصنيع في الولايات المتحدة هذا الأسبوع. هذه البيانات القوية تدفع الدولار إلى الارتفاع، مما يؤثر سلباً على أسعار النفط، حيث يجعل النفط المُسعّر بالدولار الأمريكي أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
تأثير ارتفاع مؤشر الدولار على أسعار النفط
يعتبر ارتفاع مؤشر الدولار أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تراجع أسعار النفط. فمع ارتفاع الدولار، تتزايد تكلفة شراء النفط للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب وبالتالي تراجع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر البيانات الاقتصادية القوية على توقعات السوق بشأن الطلب المستقبلي على النفط، حيث قد يُنظر إلى ارتفاع النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة كعامل قد يؤدي إلى تعزيز الدولار على حساب أسعار النفط.
توقعات السوق
مع استمرار التذبذب في أسعار النفط، يترقب المستثمرون والمحللون الاقتصاديون أي تطورات جديدة في البيانات الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر على السوق. يُنصح بمراقبة تقارير المخزون النفطي وتطورات السياسات النقدية الأمريكية عن كثب، حيث من المتوقع أن تلعب دوراً كبيراً في تحديد اتجاه أسعار النفط في المستقبل القريب.
بناءً على المعطيات الحالية، يبدو أن أسعار النفط قد تستمر في التراجع إذا استمر الدولار في الارتفاع وظلت البيانات الاقتصادية الأمريكية إيجابية. ومع ذلك، فإن أي تغيرات مفاجئة في الأوضاع الجيوسياسية أو تقارير العرض والطلب العالمي على النفط قد تؤدي إلى تعديلات سريعة في الأسعار.