عندما يتسرب الجدل إلى ساحة السياسة والعمليات العسكرية، تزداد الحاجة إلى الوضوح والشفافية. في خطوة مفاجئة أثارت صدمةً واسعة، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تقاريرها يوم الخميس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لم يكونا مطلعين مسبقاً على الضربة الجوية التي استهدفت ثلاثة من أبناء هنية أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
ووفقًا لموقع “والا” الإخباري، تمت هذه العملية بتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شينبيت)، دون علم مسبق للشخصيات السياسية البارزة. وتم تبرير استهداف أمير ومحمد وحازم هنية بدعوى كونهم “مقاتلين” وليس لأنهم أبناء إسماعيل هنية، في خطوة أثارت تساؤلات حول مدى استهداف الأفراد الذين لهم صلة قرابة بقادة حركة معينة.
هذه الحادثة، التي لم يصدر عنها تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو الجيش حتى الآن، أثارت مخاوف من تعقيد المفاوضات الرامية إلى وقف القتال في قطاع غزة. وقد أكد إسماعيل هنية على أن مطالب حماس بوقف النار كانت “واضحة ومحددة”، معتبرًا أن استهداف أبنائه في هذا السياق قد يفتح بابًا جديدًا للتوترات ويعقد المفاوضات الجارية.
في هذا السياق، تطالب حماس بإنهاء الهجوم الإسرائيلي وسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتصر على السماح للنازحين بالعودة إلى ديارهم، بينما ترغب إسرائيل في ضمان عودة الرهائن، مع إصرارها على استمرار العمليات العسكرية حتى تقضي على القوة العسكرية لحماس.
وسط هذه التطورات، تزداد المناشدات بوقف إطلاق النار، في حين تظل المحادثات جارية دون تأثير كبير على التقدم المحقق. يبقى السؤال المطروح، هل ستتجه الأطراف نحو حلول سلمية تخفف من حدة التوترات، أم ستتجه إلى مزيد من التصعيد؟ الإجابة تبقى محل ترقب ومتابعة مستمرة، في ظل مخاوف متجددة من تصاعد العنف في المنطقة.