في خطوة مفاجئة، أعلنت حركة “حماس” يوم الاثنين أنها لن تتراجع عن موقفها بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما يعكس مواقف صارمة تجاه إسرائيل وعمليات التفاوض الجارية. تأتي هذه البيانات في ظل استمرار جهود الوساطة والمفاوضات التي تشهدها العاصمة القطرية الدوحة، وسط تفاؤل بتحقيق اتفاق ينهي العنف ويحقق الاستقرار في المنطقة.
في بيان رسمي صادر عن “حماس”، أكدت الحركة أنها باتت تمسك بموقفها الذي عرضته في الرابع عشر من مارس الماضي، الذي يشترط وقفاً كاملاً لإطلاق النار في غزة. وعلى الرغم من جهود الوساطة التي تجري، إلا أن إسرائيل لم تستجب بعد لهذه المطالب، ما يجعل المشهد أكثر تعقيداً.
تحمل “حماس” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن فشل جهود التفاوض حتى الآن، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تظهر استعداداً جاداً للتنازل عن مطالبها الأساسية المتعلقة بوقف إطلاق النار الشامل وانسحابها من غزة وعودة النازحين إلى ديارهم.
وفي سياق متصل، ما زالت المفاوضات مستمرة في الدوحة، حيث يواصل المسؤولون الأمريكيون جهودهم لإيجاد حلاً للأزمة الراهنة. وفقاً لمصادر موثوقة، تشير التقارير إلى تقدم ملموس خلال العطلة الأخيرة، مما يثير بعض الأمل بإمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي حالة العنف المستمرة في القطاع.
من جهتهم، أكدت بعض المصادر الفلسطينية أن هناك مناقشات جارية حول مسألة تبادل الأسرى، حيث يتم التفاوض على إطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية مقابل إطلاق سراح حوالي 700 فلسطيني، بينهم العشرات المحكومين بالسجن المؤبد. ورغم هذه الجهود، فإن “حماس” تؤكد على ضرورة تحقيق تقدم حقيقي في القضايا الأساسية التي تؤثر في حياة الناس في غزة.
على صعيد آخر، يعكف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون على مناقشة قضايا أخرى مثل حركة الأشخاص والمساعدات الإنسانية، مع التركيز على ضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة بعد إبرام أي اتفاق.
وفي ختام المقال، يظل السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه المفاوضات ستؤدي إلى نتائج إيجابية قريباً، أم ستظل محاولات فاشلة في ظل تصاعد العنف وتأزم الوضع الإنساني في غزة. ورغم التفاؤل البعض، فإن التحديات التي تواجه الطرفين تبقى كبيرة وتتطلب تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول عادلة ومستدامة لهذه الأزمة الدائرة منذ فترة طويلة.