سد النهضة: إثيوبيا تستعد للملء الخامس رغم اعتراض مصر والسودان

تستعد إثيوبيا للملء الخامس لسد النهضة، والذي من المتوقع أن يتم في نهاية الشهر المقبل. من خلال هذا الملء، تعتزم إثيوبيا تخزين حوالي 23 مليار متر مكعب إضافية من المياه في بحيرة السد، على الرغم من الاعتراضات المستمرة من دولتي المصب، مصر والسودان.

التخوفات المصرية والسودانية

يثير هذا التخزين الجديد مخاوف كبيرة لدى الخبراء في مصر، الذين يرون أنه قد يؤدي إلى نقص في حصة القاهرة من مياه النيل. ووصفوا التحركات الأخيرة لأديس أبابا بأنها تعقد الأزمة وتزيد من التوترات في المنطقة.

دعوة مصرية للدراسات الفنية

دعت مصر إثيوبيا إلى إجراء دراسات فنية تفصيلية حول تأثيرات سد النهضة، مؤكدة أن الإجراءات الأحادية التي تتخذها أديس أبابا تكرس التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. وتداولت صور حديثة استعدادات إثيوبيا للملء الخامس، مما يضيف إلى التوتر القائم منذ إعلان فشل آخر جولة من المفاوضات في ديسمبر الماضي.

تفاصيل الملء الخامس

وفقاً للدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، فإن صور الأقمار الصناعية الحديثة أظهرت استعداد إثيوبيا للملء الخامس، الذي سيبدأ نهاية يوليو ويستمر حتى العاشر من سبتمبر المقبل. يهدف هذا الملء إلى تخزين كمية إضافية من المياه تصل إلى 23 مليار متر مكعب، مما سيرفع منسوب المياه بالسد إلى 640 متراً فوق سطح البحر.

تحديات مصرية

تشكو مصر من شح مائي وتعتمد بشكل أساسي على مياه النيل، حيث تبلغ حصتها السنوية 55.5 مليار متر مكعب. في المقابل، تبلغ استخدامات المياه الفعلية في القاهرة حوالي 80 مليار متر مكعب سنوياً، مما يجعل مصر تعتمد على تدوير وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي لتعويض العجز.

المخاطر والتوقعات

أوضح الدكتور ضياء الدين القوصي، المستشار الأسبق لوزير الري المصري، أن الملء الخامس سيزيد من صعوبة الوضع فيما يخص سد النهضة. وأكد أن مصر قد تضطر إلى السحب من مخزون بحيرة ناصر لتعويض نقص المياه، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على المخزون الاستراتيجي للبلاد. وأشار إلى أن توقعات موسم الفيضان القادم على الهضبة الإثيوبية تشير إلى أنه سيكون متوسطاً، مما يزيد من احتمالية نقص حصة مصر بشكل كبير.

تداعيات إقليمية

تتزايد التوترات بين القاهرة وأديس أبابا منذ توقف المفاوضات في ديسمبر الماضي. واعتبر الدكتور أيمن عبد الوهاب، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن استعدادات إثيوبيا للملء الخامس تمثل منعطفاً جديداً في الأزمة. وأشار إلى أن استمرار تعنت إثيوبيا قد يدفع مصر إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية، مع احتمال تدخل أطراف إقليمية للضغط على أديس أبابا للعودة إلى طاولة المفاوضات.

خلاصة

يظل ملف سد النهضة نقطة توتر رئيسية في المنطقة، مع تأثيرات كبيرة على استقرار دولتي المصب، مصر والسودان. وبينما تستمر إثيوبيا في ملء السد، تتزايد المخاوف من نقص حصة المياه في مصر، مما يدفع المنطقة نحو مزيد من التعقيد والتوتر.