
دخلت العقوبات الأمريكية على الحوثيين اليمنية حيز التنفيذ، لتُطلق واشنطن العنان لحربٍ اقتصاديةٍ تهدف إلى وقف هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر، والتي تُهدد أمن الملاحة الدولية وتُعيق حركة التجارة العالمية.
تأتي هذه العقوبات بعد إعادة الولايات المتحدة جماعة الحوثي إلى قائمة الجماعات الإرهابية، بعد تصنيف سابق تم إلغاؤه في عام 2021. وتهدف واشنطن من خلال هذه العقوبات إلى قطع التمويل والأسلحة التي تستخدمها الجماعة لشن هجماتها، والتي أدت إلى تعطيل حركة التجارة العالمية وأذكت مخاوف التضخم وفاقمت الخوف من تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
يقول الحوثيون إن هجماتهم على السفن تأتي في إطار دعمهم للقضية الفلسطينية، بينما يتهمهم مسؤولون أمريكيون بتهديد الأمن البحري الدولي، وتعريض حياة المدنيين للخطر.
وتُثير هذه العقوبات مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يُعاني أكثر من 18 مليون شخص من نقص الغذاء والدواء، ويعتمد 80% من السكان على المساعدات الخارجية. وقد حذر مسؤولون في مجال المساعدات من أن العقوبات قد تُعيق جهود الإغاثة الإنسانية وتُفاقم الأوضاع المعيشية المتردية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تقليل التأثير السلبي للعقوبات على الشعب اليمني. فقد أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية تراخيص تسمح بمعاملات معينة مع الحوثيين، تشمل السلع الزراعية والعقاقير والأجهزة الطبية. كما تعمل واشنطن مع قطاعي الشحن والمالية بالإضافة إلى منظمات المساعدات الإنسانية لتوعية الشعب اليمني بالمعاملات المسموح بها على الرغم من العقوبات.
وتُعد هذه العقوبات جزءًا من استراتيجية أمريكية أوسع لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، والتي تُهدد أمن الملاحة الدولية وتُعيق حركة التجارة العالمية. وتتضمن هذه الاستراتيجية أيضًا دعمًا عسكريًا للتحالف العربي بقيادة السعودية، ودبلوماسيةً مكثفةً لحلّ الصراع في اليمن.
تداعيات العقوبات:
- تُهدد العقوبات بقطع التمويل والأسلحة عن الحوثيين، مما قد يُعيق قدرتهم على شن هجمات جديدة.
- قد تُؤدي العقوبات إلى تعقيد جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، وتفاقم الأزمة الإنسانية المتردية.
- قد تُؤدي العقوبات إلى زيادة التوتر بين الحوثيين والولايات المتحدة، وتُعيق جهود السلام في اليمن.
المستقبل:
يبقى من غير الواضح ما إذا كانت العقوبات الأمريكية ستُحقق هدفها في وقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. فمن جهة، قد تُؤدي العقوبات إلى خفض قدرة الحوثيين على شن هجمات جديدة. ومن جهة أخرى، قد تُؤدي العقوبات إلى زيادة التوتر في المنطقة، وتُعيق جهود السلام في اليمن.