
شهدت الفترة الاخيرة مجموعة من التوافقات في العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا من اجل اعادة بناء الثقة، حيث سعت كلا البلدين في الفترة الاخيرة بخطوات حقيقية كان من اهم اهدافها وضع اسس جديدة لتقوية العلاقات بين البلدين فكانت النتيجة العملية لهذه الجهود إعلان البلدين في 4 يوليو 2023 عن رفع مستوى علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، مروراً بمباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 10 سبتمبر 2023 على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
وفي عدد من المبادرات والرسائل التركية التي كان من اهم اهدافها الحرص التام علي تقوية العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا وقد ظهرت أولى هذه البوادر في مارس 2021 عندما أعلن وزير الخارجية التركى السابق مولود تشاويش أوغلو وجود اتصالات دبلوماسية مع مصر على مستويات وزارة الخارجية. ثم أعقبها خلال الشهر التالى مباشرة موافقة البرلمان التركي بالإجماع على اقتراح بإنشاء مجموعة صداقة برلمانية مع مصر.
ثم جاء بعدها عدد من المباحثات بين البلدين للنظر في القضايا العالقة بين مصر وتركيا وضرورة حلها واعادة بناء العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا من جديد وقد عقدت أولى هذه الجلسات في مايو 2021، وبعد نحو أربعة أشهر في سبتمبر 2021 عُقدت ثاني هذه الجلسات، وصولاً إلى عقد العديد من جلسات التباحث الاستكشافي بين الجانبين حتى اليوم، والتي ناقشت جملة من القضايا المهمة سواء ما يتعلق بالتطورات التي تشهدها المنطقة، أو ما يتعلق بالمصالح المتبادلة وسبل تعزيزها.
الخطوة الثالثة والاهم هي خطوة دبلوماسية الكوارث والتي ساهمت بدورها في إعطاء دفعة العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا في الأشهر الأخيرة، من أجل تجاوز الخلافات و مواجهة الأزمات والكوارث الإنسانية، وظهر ذلك بشكل صريح في مكالمة الرئيس السيسي وأردوغان في أعقاب زلزال 9 فبراير المدمر والتي اظهرت فيها موقف الرئيس السيسي وتضامنه مع ضحايا تركيا بشكل واضح وصريح وزيارة الخارجية المصرية لموقع الزلزال وتقديم العديد من المساعدات والدعم.