جدول المحتويات
تشهد حركة حماس انقسامات داخلية واضحة في ظل مساعي التوصل إلى هدنة مع إسرائيل. ففي الوقت الذي تركز فيه الحركة على مطالب محددة بوقف الحرب في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي، يبرز موقف زعيم الحركة في الداخل، يحيى السنوار، بوضع شروط جديدة تزيد من تعقيد التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة.
تصريحات السنوار وتعقيدات الموقف
صرح السنوار، الذي يُعتقد أنه يختبئ في أنفاق غزة، بأن حماس “لن تتخلى عن سلاحها”. هذا التصريح، الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، يُظهر استئثار السنوار بالقرار داخل الحركة وسيره في خط منفرد بعيدا عن باقي قادتها.
تباين مواقف الداخل والخارج
وفي ظل تصريحات السنوار، تتكشف هوة داخل حماس بين قيادتها في الداخل وتلك الموجودة في الخارج، حيث ينظر قادة الحركة في الخارج بإيجابية إلى مقترح الهدنة، ما يشير إلى وجود خلافات قد تحول دون التوصل إلى موقف موحد.
دور السنوار ورهاناته
بحسب الوزير الفلسطيني السابق أشرف العجرمي، فإن السنوار يراهن على أن إسرائيل والأطراف الإقليمية والدولية ستعترف بدور حماس في قطاع غزة مع مرور الوقت، حتى وإن لم تكن الجهة الحاكمة بشكل رسمي، لكنها ستكون الأكثر تأثيرا على الأرض.
الموقف الإسرائيلي المتشدد
وفي المقابل، يبدو الموقف الإسرائيلي معاكسا تماما لما يظنه السنوار، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين الإسرائيليين على تصميمهم “القضاء على حماس تماما”.
تفاوت التأثير بين الداخل والخارج
أشار المستشار في مركز الأهرام للدراسات، عمرو الشوبكي، إلى التفاوت بين حماس الداخل والخارج، موضحا أن التنظيم العسكري المسيطر بفضل قياداته داخل فلسطين هو الذي يتخذ القرارات النهائية، بينما لا يتمتع الجناح السياسي بنفس القدر من النفوذ. هذا يخالف بعض التجارب الأخرى حيث يكون للجناح السياسي الدور الأبرز والأقوى في حركات المقاومة.
ضغوط دولية وإقليمية
تواجه حماس ضغوطا شديدة من وسطاء إقليميين ودوليين. فقد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين قطريين وجهوا انتقادا لقادة حماس وأعربوا عن خيبة أملهم من سلوكهم، ويمارسون عليهم ضغوطا لدفعهم إلى قبول الاقتراح الأميركي، ولو بالمرحلة الأولى منه على الأقل.
انزعاج واشنطن
أبدت واشنطن “انزعاجا شديدا” من مواقف حماس، وحثت قطر ومصر وتركيا على زيادة الضغط على الحركة من خلال تهديدات بتجميد الحسابات المصرفية لأعضائها وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر بحرية في المنطقة. كما طالبت الولايات المتحدة قطر بالإعلان عن أنها ستطرد قيادات حماس إذا لم تقبل الحركة الصفقة.
خلاصة
تعكس تصريحات السنوار ومواقف قادة حماس في الخارج تباعد الرؤى داخل الحركة، مما يضيف تعقيدات جديدة على جهود التوصل إلى هدنة تنهي الأزمة في غزة. ومع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية، يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت حماس ستتمكن من توحيد موقفها والمضي نحو حل سلمي ينهي المأساة الإنسانية في القطاع.