
تشهد منطقة منابع نهر النيل حالياً فيضانات غير مسبوقة، حيث وصل منسوب بحيرة فيكتوريا إلى مستويات قياسية لم تسجل منذ عام 2020، وذلك بفضل هطول أمطار غزيرة على المنطقة الاستوائية. وتؤكد هذه الفيضانات تدفق كميات كبيرة من المياه إلى نهر النيل، مما يضمن وصولها إلى مصر والسودان حتى مع استمرار تعنت إثيوبيا في ملء سد النهضة دون اتفاق مسبق.
عباس شراقي: المياه طوال العام في النيل مضمونة
يُشير الخبير المصري عباس شراقي إلى أن موسم الأمطار الحالي، الذي بدأ في مارس ويستمر حتى مايو، يُغذي نهر النيل بحوالي 15% من إيراده السنوي. ووفقًا لمركز تنبؤات المناخ، من المتوقع أن يتجاوز منسوب بحيرة فيكتوريا الرقم القياسي السابق، مما يعني استمرار تدفق المياه بكثافة خلال الأشهر القادمة.
نهر النيل يتلقى 85% من مياهه من الهضبة الإثيوبية
يُضيف شراقي أن الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية، المصدر الرئيسي لنهر النيل (85% من إيراده السنوي)، تُساهم أيضاً في ضمان تدفق المياه طوال العام. وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار إثيوبيا في ملء سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان، اللتين تعتمدان بشكل كبير على مياه النيل.
فشل مفاوضات سد النهضة وانتهاءها بلا عودة
أعلنت مصر مؤخرًا عن فشل مفاوضات سد النهضة وانتهائها بشكل نهائي. وأكد وزير الري المصري هاني سويلم أن أي سد يتم بناؤه على مجرى النيل يُؤثر سلبًا على مصر، مُشددًا على أن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها المائي في حال تعرضه للتهديد.
اتهامات إثيوبيا ببدء الملء الخامس لسد النهضة دون تنسيق
قبل أسابيع، كشفت صور فضائية عن قيام إثيوبيا بدء الملء الخامس لسد النهضة دون إبلاغ مصر والسودان. وأظهرت الصور وجود حفّارات تعمل على ربط الخرسانة الجديدة في الممر الأوسط للسد، مما أثار قلق الدولتين المصبّيتين.
في الختام، تُؤكد الفيضانات الاستثنائية في منابع نهر النيل على استمرار تدفق المياه إلى مصر والسودان، بغض النظر عن تعنت إثيوبيا في ملف سد النهضة. وتُشير التصريحات الرسمية إلى فشل المفاوضات واتجاه مصر إلى اتخاذ خطوات لحماية أمنها المائي.