مشهد سياسي ملتهب في تركيا بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية التي جرت اليوم، حيث تشير المؤشرات الأولية إلى انتكاسة محتملة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام المعارضة الرئيسية.
وفي ظل هذه الأحداث، نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي آر تي” بعض الإحصائيات التي تكشف عن تقدم حزب المعارضة الرئيسي، “حزب الشعب الجمهوري”، بنسبة 39% من الأصوات مقابل 37.5% لحزب أردوغان، وهو ما ينذر بتغييرات جذرية في الساحة السياسية التركية.
من الملفت للنظر أن هذه الانتكاسة تأتي بعد فترة ولاية ثالثة لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، حيث يتضح أن تراجع شعبيته يظهر بشكل واضح في المدن الكبرى، بسبب التضخم المتزايد وتراجع القوة الشرائية للمواطنين.
وفيما يتركز اهتمام الجميع على نتائج إسطنبول، حيث يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 16 مليون نسمة، وتعتبر بميزانيتها السنوية البالغة 6.6 مليار دولار من بين أكبر المدن في البلاد، فإن السيطرة عليها تعتبر قضية حيوية بالنسبة للناخبين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية.
وفي هذا السياق، فإن استعادة أكرم إمام أوغلو لمنصب عمدة إسطنبول في عام 2019، بعد سيطرة أردوغان على المدينة لمدة 25 عامًا، وفوز حزبه بالعاصمة أنقرة، يعتبر ضربة قوية للرئيس التركي وحزبه.
بشكل عام، فإن نتائج الانتخابات تعكس تحولًا محتملاً في مشهد السياسة التركية، حيث يبدو أن الشعب يرسل رسالة واضحة بشأن مخاوفه الاقتصادية وتطلعاته المستقبلية، وهو ما يستدعي من الحكومة الحالية إعادة النظر في سياستها وتلبية تطلعات الشعب لتفادي المزيد من الانتكاسات.