
في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تشير إلى أن الصين تجاهلت طلب إسرائيل بخصوص قضية “الرهينة المزدوجة”، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التجاهل. لفهم هذا الموضوع بشكل أفضل، يجب النظر في عدة جوانب، بما في ذلك العلاقات الثنائية بين الصين وإسرائيل، والسياسة الخارجية الصينية، والمصالح الاستراتيجية للبلدين.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنه “منذ الأيام الأولى التي أعقبت اختطاف أرغماني من مهرجان نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر، بذلت وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في بكين محاولات عديدة لإقناع المسؤولين الصينيين بالمساعدة في إطلاق سراحها، على اعتبار أن أمها صينية”.
الخلفية
العلاقات الثنائية بين الصين وإسرائيل:
- تاريخ العلاقات: تطورت العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإسرائيل بشكل ملحوظ منذ إقامتها في عام 1992. شهدت العلاقات تعاوناً واسعاً في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والأبحاث العلمية.
- التعاون التكنولوجي: تعتمد إسرائيل بشكل كبير على تصدير التكنولوجيا المتقدمة، وكانت الصين أحد أكبر المستفيدين من هذه الصادرات، مما أدى إلى شراكات استراتيجية بين البلدين.
السياسة الخارجية الصينية:
- النهج الحذر: تتبع الصين سياسة خارجية تعتمد على الحياد في العديد من القضايا الدولية المعقدة، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
- العلاقات مع العالم العربي: تحتفظ الصين بعلاقات استراتيجية واقتصادية قوية مع العديد من الدول العربية، مما يدفعها إلى اتخاذ موقف متوازن في القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.
الأسباب المحتملة لتجاهل الصين طلب إسرائيل
الحفاظ على التوازن في الشرق الأوسط:
- الضغط العربي: ربما تخشى الصين أن يؤدي الاستجابة لطلب إسرائيل إلى تدهور علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، التي قد ترى في ذلك انحيازاً لصالح إسرائيل.
- التوازن الاستراتيجي: تعمل الصين على تعزيز علاقاتها مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط لضمان استقرار إمدادات الطاقة وتوسيع نفوذها الجيوسياسي.
المصالح الاقتصادية:
- التجارة والاستثمار: تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للعديد من الدول في الشرق الأوسط. اتخاذ موقف ينحاز لصالح إسرائيل قد يهدد هذه المصالح الاقتصادية الحيوية.
- مشروعات البنية التحتية: تشارك الصين في العديد من مشروعات البنية التحتية الكبرى في الدول العربية، مما يتطلب الحفاظ على علاقات جيدة مع هذه الدول.
السيادة الوطنية وعدم التدخل:
- مبدأ عدم التدخل: تلتزم الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو جزء من سياستها الخارجية الرسمية. بالتالي، قد ترى الصين أن تلبية طلب إسرائيل يتعارض مع هذا المبدأ.
- الحساسية السياسية: تعتبر قضايا الرهائن وحساسيتها عالية جداً، ومن الممكن أن الصين لا تريد التورط في تعقيدات سياسية أو دبلوماسية قد تؤثر على صورتها الدولية.
الخاتمة
تجاهل الصين طلب إسرائيل بخصوص قضية “الرهينة المزدوجة” يمكن فهمه من خلال تحليل التوازن الدقيق الذي تسعى الصين للحفاظ عليه في سياستها الخارجية. مصالح الصين الاقتصادية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مبدأ عدم التدخل، تلعب دوراً كبيراً في تشكيل ردود أفعالها تجاه مثل هذه الطلبات. ومن المرجح أن تواصل الصين تبني نهج حذر ومتوازن للحفاظ على علاقاتها مع جميع الأطراف في المنطقة.