
خسر حزب أردوغان الانتخابات المحلية في تركيا، وقد ركزت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تحليلها على العوامل التي أدت إلى هذه الخسارة المفاجئة وتحول الاتجاه السياسي في البلاد. في الأشهر القليلة الماضية، فاز الرئيس التركي وحزبه بالانتخابات الرئاسية على الرغم من تدهور الوضع الاقتصادي وعدم رضا الشعب عن أداء الحكومة في مواجهة الزلزال الذي ضرب البلاد.
تحولت الأمور بشكل غير متوقع في الانتخابات المحلية، حيث حققت المعارضة انتصارات مهمة، بما في ذلك فوز رئيس البلدية الحالي في إسطنبول، أكبر مدينة في تركيا، على مرشح حزب أردوغان. كما فاز حزب الشعب الجمهوري بأغلبية ساحقة في العاصمة أنقرة وفي مدن أخرى كبيرة.
تحليل الصحيفة يشير إلى أن الأسباب وراء هذه الخسارة تتنوع بين عوامل اقتصادية وسياسية. ارتفاع معدل التضخم والاستياء من معدلات الفائدة المرتفعة جداً، إلى جانب اللعب على وتر الهوية الإسلامية للبلاد، كانت من بين الأساليب التي لم تعد فعالة لجذب دعم الناخبين. كما أثر برنامج التقشف الذي بدأته الحكومة على استياء العديد من المؤيدين السابقين لأردوغان.
إلى جانب هذه العوامل، يعزى الفشل أيضًا إلى الشخصية الكاريزمية لبعض المرشحين المعارضين، مثل رئيس بلدية أنقرة، الذي تمكن من هزيمة مرشح حزب أردوغان ويظهر كقوة معارضة محتملة في المستقبل.
وعلى الرغم من سيطرة حزب أردوغان على مفاصل الدولة والمؤسسات على مدى فترة طويلة، يشير تحليل “الغارديان” إلى أن هذه الخسارة لا يمكن اعتبارها تحولًا جذريًا في السياسة التركية، ولكنها تشير إلى تحول محتمل في تفكير الناخبين وتراجع دعمهم للحكومة الحالية.
في النهاية، يبرز تحليل الصحيفة البريطانية أن هذه الخسارة تجسد تحولات في الديناميكيات السياسية والاقتصادية في تركيا، وأنها تلقي بظلال على مستقبل السياسة التركية وتحالفاتها.