جدول المحتويات
أعلنت وكالة الطاقة الدولية (IEA) عن خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي 2023، مشيرة إلى تراجع استهلاك النفط في الصين، وهو ما قد يؤدي إلى فائض كبير في أسواق النفط بحلول عام 2025، إذا لم تحدث أي اضطرابات كبيرة في الإمدادات العالمية.
وفي تقريرها الشهري الصادر اليوم الثلاثاء، أكدت الوكالة أن الطلب الصيني على النفط يشهد انخفاضًا مستمرًا، ما يؤثر على النمو الإجمالي في استهلاك النفط على مستوى العالم. وأشارت الوكالة أيضًا إلى استعدادها للتحرك في حال حدوث أي تعطل للإمدادات النفطية، خاصة في حال نشوب توترات جيوسياسية تؤثر على إيران، التي تعتبر من أكبر الدول المصدرة للنفط وعضواً بارزاً في أوبك.
ارتفاع أسعار النفط وسط المخاوف الجيوسياسية
في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت أسعار النفط مدفوعة بمخاوف المستثمرين من أن أي تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران قد يؤدي إلى تعطيل الإمدادات النفطية من إيران، وهي عضو رئيسي في منظمة أوبك وأحد أكبر المصدرين العالميين للنفط. تزايدت المخاوف بعد الهجوم الصاروخي الأخير الذي قد يدفع إسرائيل للرد عبر استهداف المنشآت النفطية الإيرانية.
ورغم تلك المخاوف، أكدت وكالة الطاقة الدولية أن المخزونات النفطية للدول الصناعية تحت إدارتها تجاوزت 1.2 مليار برميل، مشيرة إلى أن لدى تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة أوبك وحلفاء مثل روسيا، طاقة فائضة وصلت إلى مستويات تاريخية، مما يعزز قدرة السوق على استيعاب أي اضطرابات محتملة في الإمدادات.
تباطؤ الطلب الصيني يعوق نمو السوق
وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن ينمو الطلب الصيني على النفط بمقدار 150 ألف برميل يومياً فقط في عام 2024، وهو رقم أقل بكثير مما كان متوقعاً سابقاً، خاصة بعد أن انخفض استهلاك النفط في الصين بنحو 500 ألف برميل يومياً في أغسطس 2023 مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق. يُعد هذا الانخفاض الرابع على التوالي في استهلاك النفط الصيني، وهو ما يثير القلق بشأن تأثير تباطؤ الاقتصاد الصيني على السوق العالمي.
وترى الوكالة أن الصين، التي كانت لسنوات محركًا رئيسيًا لزيادة استهلاك النفط العالمي، تشهد تغيرات جوهرية في نمط استهلاكها للطاقة، ويرجع ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي والانتقال السريع نحو استخدام المركبات الكهربائية. هذا التغير في نمط استهلاك ثاني أكبر اقتصاد في العالم يؤثر بشكل كبير على توقعات الطلب العالمي على النفط.
توقعات أوبك: نمو أقوى للطلب في عام 2024
من ناحية أخرى، أصدرت منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024، لكنها خفضت تلك التوقعات بالمقارنة مع التوقعات السابقة. ورغم ذلك، تتوقع أوبك أن يسجل نمو الطلب 1.93 مليون برميل يومياً، مدفوعًا بجزء كبير من الطلب الصيني، بالإضافة إلى مساهمة أقوى من الأسواق الناشئة الأخرى.
استعدادات وكالة الطاقة للتعامل مع اضطرابات السوق
تدير وكالة الطاقة الدولية مخزونات النفط الطارئة للدول الصناعية، وتعمل على ضمان استقرار إمدادات النفط في حال حدوث أي اضطرابات غير متوقعة. وقد أكدت الوكالة أنها مستعدة للتحرك الفوري لسد أي نقص في السوق، سواء من خلال استخدام المخزونات الاحتياطية أو بالتنسيق مع أعضاء أوبك+ لضمان استقرار السوق.
فائض في 2025 والتحديات المقبلة
مع توقعات فائض كبير في أسواق النفط العالمية بحلول عام 2025، تبقى التحديات قائمة، لا سيما فيما يتعلق بتباطؤ الطلب الصيني والتوترات الجيوسياسية التي قد تؤثر على الإمدادات. في الوقت نفسه، فإن الاستعدادات التي تتخذها وكالة الطاقة الدولية وتحالف أوبك+ لمواجهة أي اضطرابات قد تلعب دورًا حاسمًا في ضمان استقرار السوق في السنوات المقبلة.
تعتبر هذه التطورات مؤشرات مهمة للمستثمرين وصناع القرار في أسواق الطاقة العالمية، خاصة مع التغيرات الكبيرة في موازين العرض والطلب التي تلوح في الأفق.