شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في الأسبوع الماضي، لتُسجل أول مكسب أسبوعي لها منذ ثلاثة أسابيع، مدعومة بمجموعة من العوامل الإيجابية التي تُشير إلى تعافي الاقتصاد العالمي.
تعززت أسعار خام برنت القياسي العالمي بمقدار 1%، ليصل إلى 83.48 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2% ليُغلق عند 79.30 دولارًا للبرميل.
وتعود هذه المكاسب القوية إلى العوامل الرئيسية التالية:
- انتعاش الطلب في الصين: أظهر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الصين، مؤشرات قوية على تعافي النشاط الاقتصادي، حيث نمت الصناعة بنسبة 6.7% على أساس سنوي في أبريل. وتشير هذه الأرقام إلى عودة الطلب على النفط من قبل أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
- تحسن البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة: أظهرت بيانات اقتصادية حديثة من الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، انخفاضًا في معدل التضخم دون التوقعات، مما عزز التوقعات بتخفيف حدة سياسة رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي. يُمكن أن يُؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، مما يجعل النفط أرخص بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، وبالتالي يُحفز الطلب.
- انخفاض مخزونات النفط: تُشير البيانات إلى انخفاض مخزونات النفط الخام في الدول المُستهلكة الرئيسية، مما يُؤدي إلى تقليص الفائض في المعروض ويُساهم في دعم الأسعار.
- التوترات الجيوسياسية: لا تزال الحرب في أوكرانيا تُلقي بظلالها على أسواق الطاقة، مما يُخلق حالة من عدم اليقين ويُؤدي إلى ارتفاع المخاطر الجيوسياسية. يُمكن أن تُؤدي هذه المخاطر إلى زيادة الطلب على النفط كملاذ آمن، مما يُساهم في دعم الأسعار.
ومع ذلك، لا تزال بعض المخاطر تُهدد اتجاه صعود أسعار النفط، منها:
- عودة ظهور جائحة COVID-19: قد تُؤدي أي قيود جديدة على الحركة إلى تراجع الطلب على النفط، خاصة في حال تفشي متحورات جديدة أكثر عدوى.
- الركود الاقتصادي: إذا واجه الاقتصاد العالمي ركودًا، فقد ينخفض الطلب على النفط بشكل كبير، مما يُؤدي إلى انخفاض الأسعار.
- زيادة الإنتاج من قبل الدول المصدرة للنفط: قد تُؤدي زيادة الإنتاج من قبل الدول المصدرة للنفط، مثل منظمة أوبك، إلى زيادة المعروض في السوق، مما قد يُؤدي إلى انخفاض الأسعار.
بشكل عام، تُشير المؤشرات الحالية إلى أن أسعار النفط ستستمر في الارتفاع على المدى القصير إلى المتوسط، مدعومة بتعافي الاقتصاد العالمي وتحسن الطلب على النفط.
ومع ذلك، تبقى المخاطر المذكورة أعلاه قائمة، ويجب على المستثمرين مراقبة تطورات السوق عن كثب لتقييم تأثيرها على أسعار النفط.
من المهم ملاحظة أن هذا التحليل يعتمد على المعلومات المتاحة حاليًا، وقد تتغير التوقعات في المستقبل مع ظهور بيانات جديدة أو تغيرات في الظروف الجيوسياسية.