
انخفاض أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا في مستهل التعاملات الآسيوية اليوم، الاثنين 22 أبريل 2024، وذلك في تحول ملحوظ عن الارتفاعات التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي. ويعود هذا التراجع إلى عودة التركيز على أساسيات السوق، وتحديدًا المخزونات الأمريكية المتزايدة وسياسة التشديد النقدي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى تراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط.
تراجع المخاوف الجيوسياسية:
كان للضربة الإسرائيلية المحدودة على إيران الأسبوع الماضي، وتصريحات كل من إسرائيل وإيران اللاحقة، تأثير كبير على أسواق النفط. حيث أدت المخاوف الأولية من تصعيد الأعمال العسكرية واختلال إمدادات النفط إلى ارتفاع الأسعار بشكلٍ كبير.
ومع ذلك، سرعان ما هدأت حدة التوترات مع تأكيد كلتا الدولتين على عدم رغبتهما في المزيد من التصعيد. أدى ذلك إلى انحسار المخاوف الجيوسياسية وتراجع أسعار النفط.
أساسيات السوق تُشكل اتجاه الأسعار:
مع تراجع حدة المخاوف الجيوسياسية، عادت الأنظار إلى العوامل الأساسية التي تُشكل اتجاه أسعار النفط. وأبرز هذه العوامل هي:
- ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية: أظهرت بيانات حديثة ارتفاعًا كبيرًا في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، مما يشير إلى وفرة المعروض في السوق. يُشكل ذلك ضغطًا هبوطيًا على الأسعار، حيث أن زيادة المعروض تعني توفر النفط بسهولة أكبر للمشترين.
- سياسة التشديد النقدي لبنك الاحتياطي الفيدرالي: أدت سياسة رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي. يُؤثر ذلك سلبًا على أسعار النفط المقومة بالدولار، حيث يصبح شراء النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.
- المخاوف الاقتصادية: لا تزال المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي تُلقي بظلالها على أسواق النفط. يُحجم المستثمرون عن شراء السلع الأساسية مثل النفط وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي، مما يُساهم في انخفاض الأسعار.
التقلبات تبقى قائمة:
على الرغم من الانخفاض الأخير، إلا أن المحللين يتوقعون أن تظل أسواق النفط “غير مستقرة” على المدى المتوسط. يرجع ذلك إلى استمرار التوترات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية العالمية التي تؤثر على الطلب على النفط.
وتشير التوقعات إلى أن التقلبات في أسعار النفط ستستمر خلال الفترة القادمة، مع تأثرها بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.